دليل شامل: كيف تُغيّر تأمين السيارات ذاتية القيادة في الإماراات؟

تأمين السيارات ذاتية القيادة.. منذ سنواتٍ عديدة، لو تحدثت مع شخص قائلًا له أن السيارات سوف تمشي من تلقاء نفسها، سيُقابلك بالضحك أو اتهامك بالجنون! لكن في عصر الرقمنة أصبح الأمر واقعًا وبمثابة إعجاز. ومع قدوم عام 2026، سوف نفتح أعيننا علي الإطلاق الرسمي للاختبارات المتقدمة للسيارات ذاتية القيادة في الإمارات. ومع بداية مرحلة جديدة، قد يَخطر على بالك العديد من الأسئلة: كيف تُغيّر السيارات ذات القيادة التأمين على السيارات؟ إذا وقع حادث من يكون المُتسبب به في ظل عدم وجود سائق؟

في المقالة التالية من لوكين‌شور، سوف نرد على كافة أسئلتك، بدايةً من التعرف على آلية عمل تأمين السيارات ذات القيادة، مرورًا بالفُرص والتحديات، ووصولًا إلي التأثير على عملية المُطالبات وأقساط تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة. والآن، ما عليك سوى مُتابعة القراءة واستحضار روح أفلام الخيال العلمي!

فهم تأمين السيارات ذاتية القيادة

العالم لا يسير على قاعدة ثابتة وكذلك التأمين؛ حيث ركّز تأمين السيارات في الإمارات على السائقين البشر وذلك لسنواتٍ طويلة؛ إذ كان يُحدد مزودي التأمين الأسعار بناءًا على البشر بمعنى كم عُمر السائق؟ هل تاريخه مليء بالحوادث؟.. ولكن ماذا بعد عصر التكنولوجيا، هل تخيلت في يوم أن سيارتك هي من تتخذ القرار؟ نعم عزيزي القارئ، ظهر مفهوم السيارات ذاتية القيادة التي قلبت الدنيا رأسًا علي عقِب، ولكن دعونا نتعرف كيف تُغير السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات؟

ما هي السيارات ذاتية القيادة؟

قبل التعمق في موضوع تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة، دَعني أُبسط لك يا صديقي معني السيارة ذاتية القيادة، هي مركبة تستطيع استشعار بيئتها المحيطة والعمل دون تدخل بشري. ولكن ليست كل السيارات الآلية متشابهة، حيث وضع الخبراء مستويات من 1 إلى 5 لوصف مدى قدرة السيارة على القيادة الذاتية:

• المستوى الأول (مُساعدة السائق): يُساعد قائد المركبة السيارة في التوجيه أو التحكم في السرعة؛ لذلك يجب على السائق أن يظل مُنتبهًا، مثل: التركيز مع نظام تثبيت السرعة.

• المستوى الثاني (تحكم جُزئي): هي السيارة ذات التحكم الجُزئي؛ بمعنى أن السيارة تتحكم في التوجيه والسرعة معاً في بعض الحالات؛ ولكن يجب على السائق مراقبة الطريق والاستعداد لتولي القيادة في أي لحظة. هذا المستوي شائع حاليًا، حيث أن العديد من السيارات “ذاتية القيادة” تقع في هذا المستوى.

• المستوى الثالث (تحكم مشروط): بمعنى، أنه يُمكن للسيارة أداء جميع مهام القيادة في ظروف محددة، ولا يحتاج السائق إلى المراقبة المستمرة، لكنه يجب أن يتولى القيادة عندما تطلب السيارة ذلك.

• المستوى الرابع (تحكم عالي): في هذا المستوي، تستطيع السيارة القيادة بنفسها تقريبًا طوال الوقت ضمن منطقة محددة، دون الحاجة لأي تدخل بشري أثناء القيادة الذاتية.

• المستوى الخامس (تحكم كامل): حيث يُمكن للسيارة ذاتية القيادة أن تقود نفسها في كُل مكان وتحت جميع الظروف، دون الحاجة إلى عجلة القيادة.

تطور تأمين السيارات ذاتية القيادة في الإمارات

دائمًا ما تواكب دولة الإمارات كُل وسائل التكنولوجيا الحديثة حتى تُبسر على المواطن وتضمن راحته؛ لذلك تهدُف تستعد استراتيجية دبي للتنقل الذاتي إلى أن تكون 25٪ من الرحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030. 

وحتى يكون الأمر أكثر أمانًا؛ انشأت الحكومة مناطق اختبار خاصة للسيارات ذاتية القيادة، وذلك في واحة دبي للسيليكون ومدينة مصدر في أبوظبي؛ حتى تُمكن الشركات من اختبار السيارات ذاتية القيادة. كما عملت على إنشاء طُرق ذكية مزوّدة بحساسات لمساعدة هذه المركبات على العمل بكفاءة. ومع انتشار تلك الفكرة، أصبح لابد من خَلق تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة. 

تأثير السيارات ذاتية القيادة على تأمين السيارات

عندما تُقبل على شراء سيارة ذاتية القيادة؛ أول سؤال سوف يخطر ببالك؛ كيف تُغير السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات؟.. علي الرغم من أن هُناك عدة عوامل تُجيب على هذا السؤال لكن تظل كلمة السر هي “مستوى الخطر” الذي غالبًا ما يتحكم في أقساط تأمين السيارات ذاتية القيادة. 

هل يقلّ الخطر أم تظهر أخطار جديدة؟

الميزة الأساسية في تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة هي السلامة؛ وغالبًا ما تقع الحوادث نتيجة أخطاء بشرية، حيث يتهور السائق ذاك ويُشتت انتباه الآخر؛ لكن الكمبيوتر لا تسهر عيونه مثلك! وهو ما قد يمنع وقوع الحوادث؛ وبالتالي قلة الحوادث = مُطالبات تأمين أقل، وهو أحد أهم الجوانب الإيجابية التي تغيّر عالم تأمين السيارات ذاتية القيادة. 

ولكن لا يخلو الأمر من المخاطر؛ فقد أظهرت السيارات ذاتية القيادة أنواعًا جديدة من المخاطر لا يُغطيها التأمين التقليدي، مثل:

• مشكلات البرامج: قد يحدث خطأ في برنامج السيارة؛ مما يترتب عليه وقوع حادث.

• القرصنة الإلكترونية: قد تكون السيارات ذاتية القيادة هدف “الهاكرز” حيث يُمكن أن يُسيطر على السيارة عبر اتصالها بالإنترنت.

• الإصلاحات المُكلفة: إذا خربت الحساسات والكاميرات في السيارات ذاتية القيادة؛ فإن الإصلاحات ستكون باهظة الثمن. 

وبذلك يكون الرد علي كيف تُغير السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات؟.. هو أن السيارات ذاتية القيادة أعادت تقييم مفهوم المخاطر في التأمين؛ وعلى الرغم من أن الحوادث قد تُصبح أقل تكراراً، إلا أن مُطالبة تأمين السيارات ذاتية القيادة قد تُصبح أكثر تعقيدًا وتكلفةً.

تغيّر أقساط تأمين السيارات ذاتية القيادة 

كما أشرنا سابقًا؛ أهم مُميزات السيارات ذاتية القيادة أنها أكثر أمانًا. ولكن كيف تُترجم شركات التأمين هذا الأمر؟ أبشر عزيزي القارئ، سيارة أكثر أمانًا = حوادث أقل؛ وبالتالي تنخفض تكلفة تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة؛ حيث أن انخفاض نسبة الحوادث يَعني أن شركات تأمين السيارات ذاتية القيادة ستدفع مُطالبات أقل؛ وفي المُقابل أنت ستدفع أقساط تأمينية أقل.

ولكن ما هي العوامل التي تُحدد كيف تُغير السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات؟.. تلك العوامل تشمل ما يلي:

• مدى سلامة وموثوقية تكنولوجيا السيارة.
• عدد مرات تحديث برنامج السيارة.
• مقدار المسؤولية التي تتحملها الشركة المُصنّعة في حال وقوع حادث.

تحوّل المسؤولية

لكن هُناك علامة استفهام، في الحوادث التقليدية، يكون المُخطئ عادة هو السائق أي البشر، لكن ماذا عن السيارات ذاتية القيادة؟ 

والآن، أحضر مشروبك المُفضل واقرأ بعناية ما يلي: في السيارات ذاتية القيادة بالكامل (أي المستوى 4 و5)، تنتقل المسؤولية من السائق إلى الشركة المُصنّعة للسيارة أو لبرمجياتها، هذا يَعني أنه إذا وقع حادث -لا قدر الله- بسبب خلل في نظام السيارة، تكون الشركة المصنّعة هي المسؤولة كُليًا، أي أن العنصر البشري خارج دائرة الاتهام.

وبذلك نحن أمام مفهوم “تحول المسؤولية” في تأمين السيارات ذاتية القيادة، هو الأمر الذي أحدث تَغيُر جذري في عالم التأمين التقليدي، واندهاش لدي المواطن العادي!

تأمين السيارات ذاتية القيادة

عليك أن تعرف عزيزي القارئ أن خطط تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة هو أمر مُستقبلي حيث لا تُوجد عروض نَشطة في الوقت الحالي، ولكن من المُمكن أن نطرح عليك رؤية لما يُمكن أن يحدث في المُستقبل القريب خاصةً في ظل التطور السريع للسيارات ذاتية القيادة. 

اختلافات التغطية التأمينية

التأمين التقليدي من حيث تغطية الحوادث والإصابات هو أمر لا غِني عنه، لكن مع ظهور أنواع جديدة من المخاطر فلابد من وجود تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة، ومن أهم التغطيات التي يجب أن يشملها تأمين السيارات ذاتية القيادة، هي: 

• الحماية السيبرانية: تُغطي الخسائر في حال قام مُخترق بالتحكم في السيارة أو سرقة بياناتها.

• مسؤولية المنتج: تُغطي الشركة المُصنّعة في حال وقوع حادث نتيجة خلل في تصميم السيارة أو برنامجها.

• تلف الحساسات والبرامج: بحيث يكون نوع من أنواع تغطية تأمين السيارات ذاتية القيادة، والتي تشمل تكلفة إصلاح الكاميرات والحساسات الباهظة التي تعتبر أساسية لعمل السيارة.

ولكن، كُن على دراية بأن بعض وثائق التأمين الجديدة تقوم بتقسيم التغطية بناءًا على من يقود السيارة، بحيث تختلف القواعد عندما يكون الإنسان هو السائق مُقارنةً بالقيادة الذاتية الكاملة؛ وهذا يُعد مثالاً واضحًا على كيف تُغير السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات. 

تكيُف شركات التأمين

بعد أن فرضت التكنولوجيا سيطرتها، فلابد لشركات التأمين أن تتعامل مع الوضع الجديد؛ وبالفعل هو ما بدأ أن يفعله مزودي تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة، حيث تُقدم بعض الشركات المُصنّعة للسيارات، مثل تسلا، تأمين السيارات ذاتية القيادة بصورة خاصة مع المركبة نفسها. 

كما أن آلية تقديم المطالبات للتأمين التقليدي تختلف عن تأمين السيارات ذاتية القيادة. ولكن كيف تُغيّر السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات فيما يتعلق بالمُطالبات؟.. بعد أن تقوم شركات تأمين السيارات ذاتية القيادة بمراجعة بيانات السيارة نفسها، ثم يظهر المُسجل الرقمي للسيارة ما رصدته الحساسات وما القرارات التي اتخذها النظام البرمجي؛ وبذلك تُحدد المسؤولية بدقة وسرعة.

التحديات والفُرص أمام صناعة التأمين

في الوقت الذي تخلق فيه الرقمنة فُرصًا جديدًا داخل مجال النقل؛ يظهر في الوقت ذاته تحديات في عالم التأمين، خاصة تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة. ومن أهم النقاط التي يجب النظر إليها هي: 

تحديات تأمين السيارات ذاتية القيادة

تُسبب التكنولوجيا الحديثة عددًا من المُشكلات لشركات تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة، من أبرزها:

• الوصول إلى البيانات: تتحكم شركات تصنيع السيارات في بيانات المركبات؛ مما يجعل من الصعب على شركات تأمين السيارات ذاتية القيادة الحصول على هذه المعلومات لتحديد أسعار الوثائق أو مُعالجة المُطالبات.
• التنبؤ بالمخاطر الجديدة: من الصعب التنبؤ بعدد الحوادث التي قد تتسبب بها السيارات المُعتمدة على البرمجيات، وبالتالي تكون الاحتمالات مفتوحة أمام شركات تأمين السيارات ذاتية القيادة. 
• الطُرق المختلطة: لسنوات قادمة، ستسير السيارات العادية والسيارات ذاتية القيادة معًا على نفس الطرق؛ مما يجعل من تقييم المخاطر وتحديد المسؤولية أمرًا صعبًا.

فُرص تأمين السيارات ذاتية القيادة

أمام كُل تحدي تظهر فُرصة جديدة، حيث أن هُناك فرص واعدة أمام شركات تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة، مثل:

• أنواع جديدة من الوثائق: يُمكن لشركات تأمين السيارات ذاتية القيادة تطوير منتجات جديدة، مثل التأمين الذي يُحسب بناءً على المسافة المقطوعة (الدفع لكل ميل) ويمكن في بعض الأحيان أن يشمل التأمين الشامل على السيارات ولكن ليس دائمًا.

• تقليل المُطالبات الزائفة: بفضل البيانات الدقيقة التي تُسجلها السيارة، يصبح من الصعب على الأشخاص تقديم مُطالبات حادث غير حقيقية.

• التعاون المشترك: يمكن لشركات التأمين التعاون مع شركات تصنيع السيارات لتطوير سيارات أكثر أمانًا ووضع أنظمة تأمين أكثر فعالية للسيارات ذاتية القيادة.

في النهاية

علي الرغم من أن تأمين السيارات ذاتية القيادة لا يزال في البداية، إلا أنه خطى خطواته الأولي في إعادة تشكيل عالم التأمين على السيارات في الإمارات. اليوم، نقف أمام عدد من التحديات لكن الأمر ملئ أيضًا بالفُرص. وهو ما يجعل الدولة تسعي إلي وجود تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة حتى تَضمن نظام أكثر أمانًا. 

ولكن ماذا بعد؟.. لا نزال عزيزي القارئ في حاجة إلى أنواع جديدة ومخصصة من وثائق تأمين السيارات ذاتية القيادة لتغطية المخاطر الحديثة مثل القرصنة الإلكترونية وأعطال البرمجيات؛ حتي تصل إلي أفضل نموذج من تأمين السيارات للسيارات ذاتية القيادة. 

ومع تلك التغييرات، طرح العديد تساؤل: كيف تُغير السيارات ذاتية القيادة التأمين على السيارات؟.. لم يتوقع الكثير أن أهم سمة للتغيير هي تحول المسؤولية من الإنسان إلي السيارة الذاتية ( أي الشركة المُصنّعة). كذلك، فإن جيبك محفوظ! حيث تنخفض تكلفة تأمين السيارات ذاتية القيادة بمرور الوقت، خاصةً مع قدرتها العالية على منع الحوادث.

الأسئلة الشائعة